دالوود
كل ما هو عظيم بدأ بفكرة، تبعتها الشجاعة للسعي وراءها. ونانا شوكفاني مؤسسة دالوود امتلكت كلاهما. نشأتها في سفانيتي شمال غرب جورجيا، جعل صغار التجار هم مصدرها الوحيد للملابس الجديدة، ولأن ما كانوا يقدموه لم يشبع ذوقها ولم يناسب ميزانيتها، بدأت نانا في السعي وراء حلول أكثر جدوى وإبداعاً. بدأت في صنع وحياكة ملابسها الخاصة، غالباً ما كانت تفعل ذلك عن طريق إعادة تجديد ملابسها القديمة أو تفصيل ملابس جديدة من قماش الستائر أو أياً ما كان في متناول اليد، ووصل الأمر أيضاً إلى الملابس التالفة في دولاب أخيها. اليوم، تتذكر نانا تلك الأيام بابتسامة يملؤها الحنين. "ربما لم تكن ملابسي الأغلى، لكنها كانت فريدة من نوعها، وكنت أعلم أن لا أحد يمتلك مثلها على الإطلاق"
أسست نانا أسرة عندما كانت في ١٨ من عمرها، واضطرت إلى وضع هواياتها المبدعة جانباً لفترة طويلة من الوقت. وفي لندن بينما كانت تقيم مع أطفالها أثناء دراستهم، راودتها الفكرة فقررت وبحزم أن تتبع شغفها الدائم وتفتح أتيليه (مشغل أزياء) في وطنها الحبيب. في ذلك الوقت، كانت جورجيا تتعافي من ماضيها مع الاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى تبعات حرب أهليه حديثة، ومشهد الأزياء في جورجيا كان بالكاد كان حاضراً. كانت نانا واحدة من مصممي الأزياء القليلين الذين يعملون في البلدة. الوضع بالنسبة لهم كان ميالاً أكثر لكونه دفعة إلى الحياة عن كونه عملاً أو صناعة، فكان الفنانون مشحونين بالشغف والحماس والتفاؤل والكد في العمل. وكانت عروض الأزياء والمشاريع الثقافية في جورجيا بمثابة حدث جماهيري للعوام، فقد كانوا يأملوا أن المستقبل سيأتي بالأفضل، وأراد مئات الأفراد أن يحضروا آملين في الحصول على نصيبهم من ذلك الشعور العظيم بالسعادة. في عام ٢٠٠٢، صاحبت نانا ابنتها ماكا، -التي أصبحت المدير الإبداعي للعلامة التجارية عام ٢٠١٣- لزيارة مقاطعة براتو الصغيرة التي تعد مركز تجارة النسيج في إيطاليا، حتى تشتري أقمشة لأول عرض أزياء لها. ضم العرض ٦٠ ثوباً تميزوا بديناميكية بصرية وتباين كلاسيكي باللونين الأبيض والأسود، وحقق نجاحاً مدوياً. في الأسابيع اللاحقة، تهافتت الزبائن واترفع معدل الطلبات، فاضطرت الشركة إلى تعيين مصممين إضافيين داخل المقر هما جورج أميريجيبي، وجورج بانتسولايا. مستقبلاً، سيسمح التعاون هذا مع المصممين الجدد بخلق خطوط ملابس تحمل أسماءهم، حيث سيكون إدارة علامتهم التجارية واحداً من إرث دالوود. عُرفت نانا بين رواد الصناعة في جورجيا بتصميم المنسوجات لأزيائها وتقديم الأقمشة المرسومة يدوياً. في عام ٢٠٠٣، قُدم ثاني عرض أزياء لدالوود، والذي كان مستوحى من إحدى لوحات الفنان الجورجي ايراكلي بارجياني، فكان عبارة عن فساتين سهرة أنيقة مغطاة برسومات يدوية لمناظر طبيعية ثلجية سفانيتيه، حيث تم استخدام صبغات وألوان طبيعية، واستلزمت مهمة تصميم وطلاء تلك الملابس الحريرية العمل بمهارة والكثير العمالة. كانت كل قطعة فريدة من نوعها، ولضمان سلامة الألوان تم التحكم في درجه تشبع الألوان بصورة ممنهجة، وضغط البخار والقيام بعملية تليين الألوان للحصول على درجة ثبات جيدة للون وملمس مريح. بعد عدة أعوام وتحديداً عام ٢٠٠٧، قُدمت التشكيلة ذاتها في مدينة سفانيتي ونجحت نجاحاً مدوياً، وذلك بعد أن عرض المتحف الاثنوجرافي في سفانيتي على نانا المساهمة بفستان زفاف ليتم عرضه في المعرض الدائم للمتحف، وتم قبول العرض بكل سرور. اتصال نانا الخاص بأصولها كان ملهماً لها في اختيار اسم العلامة التجارية دالوود، وهذا ليس بالشيء المفاجئ، فهي تتذكر عندما حضرت في مراهقتها إحدى حفلات الزفاف وعثرت على خاتم خطوبة العروس المفقود، فأُطلق عليها لقب "دالوود" -ويعني "دمية بلورية" في لغة سفان- وهي جزء من اللغة الكارتفيلية التي يتم التحدث بها فقط في منطقة سفانيتي، ورافقها اللقب منذ ذلك الحين. على الأغلب الشخص الذي ناداها به أول مرة كان يريد أن يعبر عن إعجابه بجمالها. جدير بالذكر أنه وعلى مدار حياتها، كانت مؤسسة بيت دالوود للأزياء، نانا شوكفاني ومازالت تحصد الإطراءات وتُعرف بجمالها الاستثنائي كأنثى.